سيدي بنور: حزب النهج يوصل نقابة FNE إلى حائط الانهيار التنظيمي والشتات النقابي

الجديدة بلوس

تعيش الجامعة الوطنية للتعليم – التوجه الديمقراطي (FNE) بإقليم سيدي بنور واحدة من أعمق أزماتها التنظيمية منذ تأسيسها، بعد إعلان المكاتب المحلية لسيدي بنور وكريديد وبني هلال ولاد سي بوحيا وكذا المكتب الاقليمي لاتحاد شباب التعليم، انسحابهم الجماعي من النقابة، احتجاجًا على قرار المكتب الوطني بتجميد عضوية الكاتب الإقليمي مراد المعاشي، في خطوة وُصفت على نطاق واسع بأنها القشة التي كسرت ظهر النقابة بالإقليم.

الكاتب الإقليمي المجمّدة عضويته، مراد المعاشي، كان قد نشر تدوينة على صفحته بموقع “فيسبوك” دعا فيها كل أصدقائه ورفاقه إلى الانسحاب من “نقابة التوجه النهجاوي”، في إشارة إلى سيطرة حزب النهج الديمقراطي العمالي على مفاصل النقابة وطنيا، تدوينته، كشفت عمق الاحتقان داخل التنظيم، بعدما تحوّل الصراع من مجرد اختلاف تنظيمي إلى صدام مفتوح بين مشروعين متناقضين: مشروع نقابي شاب ومستقلّ ينهل من روح التدبير التشاركي، ومشروع حزبي ضيق يسعى إلى إخضاع النقابة لأجندة حزب النهج (الديمقراطي العمالي).

ويجمع عدد من المتتبعين للشأن النقابي على أن القرارات الفوقية والممارسات الإقصائية الصادرة عن القيادة المتحكمة في المركز أدت إلى انهيار تجربة سيدي بنور المتميزة، التي كانت نموذجًا في التشبيب، والانفتاح، والاستقلالية النقابية، فبدل دعم هذا النموذج الناجح، اختارت القيادة الحزبية، بحسب المنتقدين، تفكيك المكتب الإقليمي وتشتيت مناضليه عبر قرارات انضباطية واتهامات مجانية، ما أدى إلى تفكك التنظيم محليًا وتراجع الثقة في أجهزته الوطنية.

ويرى متتبعون أن ما حدث في سيدي بنور ليس سوى انعكاس لنهج حزبي متكرر، دأب حزب النهج الديمقراطي العمالي على ممارسته داخل عدد من الإطارات المدنية والحقوقية، من بينها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، التي تعيش بدورها أزمة داخلية بسبب تغليب الخط السياسي على المبدئية والتنظيمية.

ويؤكد مراقبون أن الحزب، في سعيه إلى توسيع نفوذه داخل النقابات، قاد الجامعة الوطنية للتعليم إلى مسار من التآكل الذاتي والانقسام، بعد أن فقدت النقابة في الإقليم طابعها الميداني الحرّ وتحولت تدريجيًا إلى ساحة لتصفية الحسابات الإيديولوجية.

الانسحابات الأخيرة، التي شملت أهم المكاتب الميدانية في الإقليم والتي لا زالت مفتوحة على العديد من المكاتب والاعضاء، تمثل – بحسب متابعين – انهيارًا فعليًا للبنية التنظيمية للنقابة محليًا، وتضع القيادة الوطنية أمام مسؤولية تاريخية لإعادة النظر في طريقة تدبيرها للعلاقة مع الفروع.

وهكذا، تكون الجامعة الوطنية للتعليم – التوجه الديمقراطي قد بلغت في سيدي بنور مرحلة الانقسام والشتات النقابي الكامل، نتيجة تغوّل القرار الحزبي على القرار النقابي، وهو ما يرى فيه كثيرون نهاية مؤسفة لتجربة كانت تعد من أنجح التجارب النقابية الشابة بالمغرب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى