سيدي بنور: حزب “رفاق منيب” وحزب النهج يتحالفان في نقطة الهيمنة الحزبية على نقابة FNE (حالة بيان فرع الزمامرة)

الجديدة بلوس
تعيش الجامعة الوطنية للتعليم – التوجه الديمقراطي (FNE) بإقليم سيدي بنور على وقع واحدة من أعقد أزماتها التنظيمية منذ تأسيس فرعها الإقليمي، بعد أن أعلنت عدة فروع محلية انسحابها من النقابة، احتجاجًا على قرار المكتب الوطني تجميد عضوية الكاتب الإقليمي مراد المعاشي.
وجاء هذا القرار ليفتح الباب أمام انقسام غير مسبوق داخل النقابة، سرعان ما تعمّق بإعلان فرع الزمامرة – الذي يهيمن عليه تيار الحزب الاشتراكي الموحد – دعمه للقرار، في خطوة تعتبر استمرارًا لنهج تغليب الولاء الحزبي على المبدأ النقابي، وتكريسًا لتحالف النهج الديمقراطي العمالي والاشتراكي الموحد في فرض السيطرة على الهياكل النقابية بالإقليم.
يستخلص من هذا التحالف بين الحزبين اليساريين تأكد فقدان النقابة المذكورة لاستقلاليتها، لتتحول إلى واجهة سياسية مغلقة تخضع لتوجيهات حزبية أكثر مما تعبر عن إرادة الشغيلة التعليمي، مع تهميش الطاقات الشابة والمستقلة التي صنعت تجربة نقابية ناجحة في سيدي بنور عنوانها التشبيب، والانفتاح، والاستقلالية عن كل الإملاءات الحزبية.
ومن باب التذكير التاريخي، مع احترامنا للطاقات الشابة بسيدي بنور التي هي موضوع للاقصاء البيروقراطي، فقصة ولادة هذه النقابة القطاعية، وهي محاولة تيار حزب النهج السيطرة على النقابة الأم وهي الجامعة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، وذلك عبر استغلال رموز هذا التيار وعلى رأسهم عبد الرزاق الادريسي وخديجة الغامري وعبد الحميد أمين، لموقعهم في الأمانة العامة للاتحاد من اجل فرض نزعتهم الحزبوية، لولا يقظة قيادة وقواعد الاتحاد لهذا الأمر والتصدي له ورمي النزوع الحزبوي الراديكالي خارج القلعة الزرقاء.
ولا يخفى على المتتبعين أن الحزب الاشتراكي الموحد نفسه سبق أن مارس الإقصاء داخل صفوفه حينما أزاح تيار الوفاء للديمقراطية بقيادة محمد الساسي ومحمد حفيظ بسبب خلافات حول الاندماج في فيدرالية اليسار الديمقراطي، وهو ما يترجمه اليوم في سلوكه النقابي داخل الجامعة الوطنية للتعليم.
إن تكرار مثل هذه الممارسات داخل النقابة يجعلها تعيش لحظة انهيار حقيقي، بعدما نجح التحالف الحزبي بين النهج والاشتراكي الموحد في تفكيك بنيتها التنظيمية وإفراغها من مضمونها النقابي الأصيل، عبر إقصاء الأصوات الحرة واستبدالها بمنطق الولاء الإيديولوجي.
إن ما يجري في الجامعة الوطنية للتعليم – التوجه الديمقراطي (FNE) بسيدي بنور، ليس سوى صورة مصغرة لأزمة أوسع يعيشها العمل النقابي اليساري بالمغرب، حين يهيمن الخط الحزبي على القرار النقابي، فتصبح النقابة أداة سياسية بدل أن تكون فضاءً للدفاع عن قضايا الشغيلة.






