موسم مولاي عبد الله أمغار 2025: رهانات اقتصادية وسياحية لإنقاذ صيف اقليم الجديدة

مع اقتراب انطلاق فعاليات موسم مولاي عبد الله أمغار في نسخته لسنة 2025، تتجه الأنظار إلى هذا الحدث التراثي الكبير بوصفه أحد أهم المواعيد السنوية التي يعوّل عليها سكان إقليم الجديدة لإنعاش الاقتصاد المحلي وجذب الزوار بعد صيف باهت طبعته الهشاشة السياحية وتراجع مؤشرات الإقبال.
ويُعتبر الموسم، الذي يُقام على الساحل الأطلسي بين مدينتي الجديدة وسيدي بوزيد، مناسبة تجمع بين الطابع الديني والثقافي والفرجوي، حيث يستقطب عشرات الآلاف من الزوار ومئات الفرسان في عروض التبوريدة الشهيرة، بالإضافة إلى فضاءات تجارية وأسواق مفتوحة تسهم في خلق رواج اقتصادي هام يمتد لأسبوعين على الأقل.
في ظل تضرر العديد من الأنشطة الموسمية خلال فصل الصيف الحالي، تُعوَّل نسخة 2025 من الموسم على إحداث دينامية اقتصادية حقيقية، خاصة في صفوف الباعة الجائلين، وأصحاب المأكولات، والحرفيين، ومهنيي النقل، وأرباب المقاهي والمطاعم، فضلاً عن انتعاش مؤقت لقطاع الكراء والضيافة القروية.
ويأمل الفاعلون الاقتصاديون أن تحسن الجهات المنظمة، وعلى رأسها المجلس الجماعي والسلطات الإقليمية، من ظروف التنظيم والتدبير، لتفادي العشوائية وتحقيق الاستفادة القصوى للساكنة المحلية، مع مراعاة الجودة في الخدمات الأساسية كالماء والكهرباء والنظافة والمرافق الصحية.
سياحياً، يُنتظر من الموسم أن يعيد الاعتبار لإقليم الجديدة كوجهة قادرة على احتضان تظاهرات كبرى ذات إشعاع وطني ودولي. فنجاح الموسم على هذا المستوى من شأنه أن يرمم صورة المنطقة، خاصة بعد الانتقادات التي طالت تراجع الخدمات بمدينة الجديدة خلال الصيف، مما أدى إلى عزوف نسبي للسياحة الداخلية.
كما يتطلع المهتمون إلى تعزيز الترويج الإعلامي والرقمي للموسم، واستغلاله كفرصة لتسويق المؤهلات السياحية للمنطقة، بما في ذلك الشواطئ، والمآثر التاريخية، والمواقع الطبيعية القريبة.
تبقى نسخة 2025 من موسم مولاي عبد الله أمغار محطة مفصلية لإعادة الثقة في قدرات الإقليم على تنظيم تظاهرات كبرى، وتحقيق مكاسب اقتصادية وسياحية ملموسة، شرط تجاوز التحديات المرتبطة بالتدبير والتنظيم، وتكريس مبدأ الانفتاح على الفاعلين المحليين بما يضمن توزيعا عادلا لعائدات هذا الحدث السنوي.







