بيت الصحافة بالجديدة… حلم مشروع ينتظر من يخرجه إلى الوجود

الجديدة بلوس
ظل إنشاء بيت الصحافة بمدينة الجديدة مطلباً ملحّاً وحلماً مشروعاً يراود أسرة الإعلام المحلي منذ سنوات، باعتباره لبنة أساسية في مسار تنظيم وتأطير الممارسة الإعلامية، وتثمين جهود الصحافيين والإعلاميين الذين يسهرون على نقل قضايا المجتمع المحلي وتنوير الرأي العام.
ففي ظل التحولات العميقة التي يعرفها المشهد الإعلامي، تبرز الحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى فضاء مؤسساتي جامع يحتضن الإعلاميين، ويوفر لهم شروط الاشتغال والتكوين وتبادل الخبرات، ويكون منصة للتنسيق والترافع عن القضايا المهنية المشروعة.
إن بيت الصحافة بالجديدة ليس مجرد بناية أو مقر رمزي، بل هو مشروع تنموي بامتياز، يمكن أن يشكل رافعة حقيقية لتطوير العرض الإعلامي المحلي، عبر توفير فضاءات للتكوين المستمر، وتنظيم الندوات واللقاءات الفكرية، وخلق جسور التواصل بين الإعلام ومختلف الفاعلين في الشأن المحلي.
غير أن هذا الطموح، رغم مشروعيته، يصطدم بواقع التردد وضعف المبادرة من جانب الجهات المعنية، سواء تعلق الأمر بالسلطات العمومية أو المؤسسات المنتخبة أو حتى الفاعلين في القطاع الخاص، هؤلاء جميعاً يتحملون، كل من موقعه، مسؤولية إخراج هذا المشروع إلى حيز الوجود، إيماناً منهم بدور الإعلام المحلي في التنمية والديمقراطية التشاركية.
وفي المقابل، تبقى مسؤولية الجسم الصحفي المحلي قائمة في رصّ الصفوف وتجاوز الخلافات الهامشية، وتوحيد الجهود ضمن جبهة مهنية متماسكة قادرة على النضال والدفاع عن المشروع بشكل جماعي ومنظم، فالإرادة الجماعية والوحدة المهنية تظلّان الشرط الأساس لنجاح أي مبادرة من هذا القبيل.
لقد آن الأوان لأن تتحول فكرة بيت الصحافة بالجديدة من مجرد حلم متداول إلى مشروع واقعي ملموس، يجسّد الاعتراف بجهود الصحافيين، ويعبّر عن تقدير المدينة لدورهم الحيوي في خدمة قضاياها، فالإعلام ليس ترفاً، بل هو مرآة للمجتمع وصوت للمواطنين، ومن ثمة فإن تمكينه من فضاء يليق به هو تمكين للمدينة من صوتها الحقيقي.







