عدم إعلان مباريات أطر الدعم التربوي والاجتماعي والمختصين بوزارة التربية الوطنية: تأخر أم إلغاء؟

الجديدة بلوس

رغم إعلان وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة عن تنظيم مباريات الولوج إلى سلك أطر التدريس بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين، لا يزال الغموض يلفّ مصير مباريات أطر الدعم الإداري والتربوي والاجتماعي، التي ينتظرها آلاف المجازين والمجازات عبر ربوع المملكة.

هذا التأخر، الذي لم تقدم الوزارة أي توضيح رسمي بشأن أسبابه، يثير تساؤلات مشروعة لدى المهتمين بالشأن التربوي، خاصة في ظل الخصاص المهول الذي تعانيه المؤسسات التعليمية في هذه الفئات من الأطر، سواء على مستوى الإدارة التربوية أو الخدمات الاجتماعية والنفسية الموجهة للتلاميذ.

ففي عدد كبير من المؤسسات، يضطر المديرون إلى الجمع بين مهام تربوية وإدارية ومالية في ظل غياب الدعم البشري الكافي، مما ينعكس سلبا على جودة التدبير التربوي والإداري. كما تعاني المؤسسات من نقص حاد في أطر الدعم الاجتماعي، الذين يشكلون عنصرا محوريا في المواكبة النفسية والاجتماعية للتلاميذ، خاصة في ظل التحديات السلوكية والنفسية المتزايدة التي تعرفها الفئات المدرسية.

من جهتهم، عبّر عدد من حاملي الشهادات الجامعية عن استيائهم من استمرار تأجيل هذه المباريات، معتبرين أن غياب الرؤية الواضحة بخصوصها “يضع طموحاتهم في كف عفريت”، بعد سنوات من الانتظار والتحضير، آملين أن يتم إنصافهم بإعلان المباريات في أقرب الآجال.

ويؤكد مهتمون بالشأن التربوي أن تسريع الإعلان عن هذه المباريات ليس فقط مطلبا فئويا، بل ضرورة تربوية ملحّة لضمان السير العادي للمؤسسات التعليمية، وتحقيق الإصلاح المنشود في المدرسة العمومية، الذي لا يمكن أن يكتمل دون تأهيل الموارد البشرية في مختلف المكونات: التربوية، الإدارية، والداعمة.

ويبقى الأمل معقودا على أن تبادر وزارة التربية الوطنية، في الأيام المقبلة، إلى توضيح موقفها من هذه المباريات، والإعلان عن برمجة واضحة ومنصفة تعيد الثقة إلى الراغبين في الالتحاق بأسلاك الوظيفة التربوية والإدارية، وتسد الخصاص البنيوي الذي تعانيه المدرسة المغربية منذ سنوات.


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى